إيكو بريس من طنجة
أكدت قيادة حزب التجمع الوطني للأحرار، بإقصاءها الصحافة المحلية عن الحضور في تجمعها الحزبي المنعقد نهار الأحد في أحد المصانع بالمنطقة الحرة بمدينة طنجة، أنها جبانة بما فيه الكفاية في مواجهة وسائل الإعلام المستقلة، وأن الدورات التدريبية في التواصل لم تنفعها في كيفية تنظيم أنشطتها أمام كاميرات الصحافة وعدسات المصورين الغير المأمورين من وكالة التواصل التابعة لشركة “أكوا” المملوكة للملياردير.
في البداية اعقتدنا أن الأمر يتعلق بلقاء داخلي خاص بالمشاورات التنظيمية لحزب الحمامة، فاحترمنا خصوصية اللقاء، لكن أن تأتي قيادة التجمع الوطني للأحرار بجوقة من الطبالة والغياطة من الرباط والدار البيضاء، لحضور نشاطكم الحزبي بهدف تلميع صورتكم، وتسريب “الكلام الأعسل” و “المواقف الأجمل” للرأي العام، فذاك لا يمكن وصفه سوى بالتضليل وتزييف الحقائق.
هل يخاف حزب يدعي الليبرالية من النقاش التنظيمي بين مكونات حزبه ؟ هل تخشى أن تنقل وسائل الإعلام فلتات لسان قد تعبر بصدق عن الشرخ التنظيمي داخل حزب الحمامة؟ أم أن قراركم منع الصحافة المحلية من الحضور كان عن سبق إصرار وترصد تفاديا لتكرار الفضيحة التي سبق أن جرت في فندق فرح بطنجة سنة 2017، حين كشف عبد العزيز بن عزوز، ويونس الشرقاوي رحمه الله، كواليس الخلافات التنظيمية، بين آل مورو، وآل بوهريز، وحرب التزكيات والتطاحنات التي جرت حول المقاعد الانتخابية؟؟
إذا كان حزب حداثي يروج لنفسه بديلا مجتمعيا أفضل من الخوانجية؟ فكيف يمكن الوثوق به وقيادته تخاف من الوضوح والشفافية مع المواطنين؟ وكيف يمكن اختبار مصداقية وعودها البراقة إذا لم تمنحوا لأنفسكم الفرصة للظهور أمام الصحافة المستقلة لتسألكم عن التفاصيل؟ أليس الأهم يكمن التفاصيل؟ فكيف ومن أين ومن هي الفئة المستهدفة من مليون منصب شغل؟ هذه الأسئلة تحتاج إلى استجوابات وحوارات ؟ أم أنكم لستم في مستوى الأجناس الصحفية الكبرى؟
لقد وقعت قيادة حزب الملياردير عزيز أخنوش في سقطة أخلاقية مع الصحافة المحلية في طنجة، وبرهنتم أنكم تفضلون العمل الصحفي المخدوم، والذي يسمى في أدبيات المدارس الإعلامية بـ “بروباغاندا”.
لكن الغريب في الأمر كيف للقيادة الإقليمية الطامحة لكسب الرهان الانتخابي لم تنتبه لهذا الخطأ الفادح؟ أو بالأحرى القول أن المايسترو يوسف بنجلون لا تروقه الصحافة أصلا؟ أما عبد الحميد أبرشان لا يحسن سوى لغة الخشب ؟ فإلى من كانت ستسمع الصحافة المحلية هل إلى رشيد الطالبي العلمي الذي ما زالت ملفات تطوان شاهدة على ماضيه ؟؟