إيكوبريس زكريا بلشقار
نشر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مساء اليوم السبت 25 ابريل 2021، تدوينة عنونها ب”انجازات عديدة لتحسين و دعم القدرة الشرائية”
و جاء في القصاصة التي ضمنتها تدوينة العثماني التذكير بالاجراءات و البرامج التي اطلقتها الحكومة في هذا الصدد ابرزها حسب التدوينة اطلاق الحوار الاجتماعي، و اقرار الزيادة في الحد الادنى للاجور ب10٪، و الزيادة في أجرة الموظفين، مرورا بالتعويضات العائلية، و مواصلة دعم صندوق المقاصة ب 13 مليار درهم سنويا للحفاظ على استقرار أسعار المواد الأساسية.
و حسب رئيس الحكومة فان هذه الاجراءات كان لها أثر إيجابي على فئات واسعة من المواطنين، حيث حالت دون وقوع 9.2% من السكان في دائرة الفقر، يضيف رئيس الحكومة انها ساهمت في حماية 7.8% من الوقوع في دائرة الهشاشة، و أن مستوى المعيشة للفرد ارتفع بمعدل سنوي بلغ 2.7% ما بين عامي 2013 و2019.
يضيف العثماني ان هذه النماذج من المعطيات والإحصائيات إيجابية، و شاهدة على إنجازات مهمة للحكومة، تروم تحسين ودعم القدرة الشرائية للمواطنين، الموظفين منهم والأجراء، والمتقاعدين، والفئات الهشة، وهي مؤشرات تشكل تطورا مشجعا.
لكن يبدو أن المعطيات التي أدلى بها رئيس الحكومة في تدوينته، لا تلمس نبض الشارع و الواقع المعيشي للمواطن، حيث تزامنت هذه التدوينة مع احتقان واسع بسبب الزيادة في اسعار بعض المواد الأساسية، والارتفاع الكبير في أثمنة الخضروات و الفواكه و ما صاحب ذلك من ركود اقتصادي و تجاري كبير مع دخول الشهر الفضيل، و الذي يعرف في العادة رواجا اقتصاديا كبيرا.
بالإضافة إلى الآثار السلبية للإجراءات الاحترازية التي اقرتها الحكومة و قرار حظر التنقل الليلي الذي يستلزم اغلاق المحلات التجارية مبكرا، و هي الاجراءات التي أدت إلى فقدان الآلاف من المواطنين لوظائفهم في مهم القطاع الغير المهيكل، المهن المرتبطة بالمقاهي والمطاعم وتنظيم الحفلات.
إن نتائج هذه الاجراءات و عكس ما جاء في تدوينة رئيس الحكومة، عززت دائرة الهشاشة في المجتمع، و ساهمت في تهديد التماسك و السلم الاجتماعي، لعل ابرز تمثل لها هو ارتفاع محاولات ايذاء النفس و حالات الانتحار بسبب الأوضاع المعيشية القاسية، كان آخرها صباح يوم أمس حيث أقدم تاجر على وضع حد لحياته شنقا داخل محله بسوق بني مكادة بمدينة طنجة.