إيكو بريس متابعة
بعد أسبوع من وقوع فاجعة مصرع 28 عامل وعاملة في وحدة صناعية لخياطة الألبسة الجاهزة، سيقضي صاحب المعمل المنكوب، ليلته الأولى، ضيفا على مصالح الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، رهن تدابير الحراسة النظرية، وذلك تحت إشراف النيابة العامة، طبقا للمساطر القانونية والتدابير القضائية الجاري بها العمل.
وقالت مصادر خاصة، إن مسير شركة AM Confection المنكوبة، انهارت قواه لما بلغ إلى علمه العدد الكبير للضحايا الذين لقوا حتفهم جراء الفيضانات الطوفانية، صباح يوم الإثنين الماضي.
واستمعت الشرطة القضائية إلى أقوال مسير الشركة المسمى عادل، (33 سنة)، وذلك بعدما استقرت حالته الصحية، جراء مضاعفات فقدانه الوعي نهار الحادث، حيث كان قد غرق بدوره وسط السيول الفيضانية، قبل أن يقدم له النجدة اثنين من المستخدمين، وبعض المواطنين الذين تدخلوا لتقديم المساعدة، حيث تم إنقاذه بحبل رفقة عدد آخر من العمال.
وأفادت مصادر “إيكو بريس” أن مواجهة أسر الضحايا بصاحب معمل الخياطة، تخللتها لحظات مؤثرة جدا، وصلت حد معانقة بعضا من ذوي الضحايا لرب العمل الذي كانوا يشتغلون عنده، وذلك عندما كان يواسيهم ويعزيهم في أرواح أقاربهم، في لحظة اختلطت فيها المشاعر الحزينة بالدموع والصمت.
ومن بين أكثر المشاهد تأثيرا، لحظة حضور والدة عاملتين شقيقتين، قضياتا في الحادث الأليم سوية، حيث أظهرت الأم عند لقاءها مشغل بناتها، خصال رفيعة من الصفح والصبر عن المصاب الجلل، محتسبة أمرها لله، وقد كان صبرها أقوى من صمود صاحب المعمل الذي كان في حالة نفسية منهارة، تقول مصادرنا.
وتجري مسطرة البحث التمهيدي في ظروف سرية ، حيث تم استدعاء أيضا ذوي الضحايا وأقاربهم من أجل مواهتهم مع صاحب المعمل المنكوب، والذين كانوا يشتغلون لفائدته في معمل وحدة صناعية للخياطة، حيث سيتم تجهيز ملف المتابعة على ضوء ما سيصرح به ذوو الهالكين في الفاجعة.
وستتواصل يوم غد الثلاثاء إجراءات المواجهة بين الفوج الثاني من ذوي الضحايا، وبين صاحب المعمل الموضوع رهن تدابير الحراسة النظرية، وذلك ضمانا لحقوق كافة الأطراف في النازلة.