إيكوبريس متابعة –
تخيل يا صديقي أن “بائع الجوارب في سوق رأس المصلى يحقق دخلا يوميا أفضل من صاحب البزار هذا الذي أمامك رأس ماله 2 مليار سنتيم”. هكذا وصف تاجر ألبسة تقليدية الصنع في أزقة المدينة القديمة لطنجة، وهو يخاطب مراسل جريدة إكوبريس، هكذا يصف حالة الكساد التي وصل إليها القطاع السياحي في عاصمة البوغاز، جراء استمرار الحكومة غلق الحدود الجوية والبيئة والبحرية مع أوروبا وبقية دول العالم.
فبعدما كانت ليالي المبيت في فنادق طنجة، لا تقل عن 50 بالمائة من إجمالي سعتها الإجمالية، فإنها اليوم خالية لا أصداء فيها سوى صوت صفير الريح الذي يخترق الأبواب والنوافذ.
لم يعد يمر علينا لا سياح أجانب ولا زوار مغاربة، أزقة شبه مهجورة سوى من ساكنة المدينة، وعمال شركة الأشغال العمومية المكلفة بتأهيل أبنية المدينة العتيقة ومحلاتها التجارية التي ارتدت حلة جميلة تمزج بين عراقة الزخارف التقليدية العريقة، وبين مقومات الحضارة المعاصرة، هكذا يقول السيد فهد صاحب محل لبيع ملابس وحقائب جلدية للصناعة التقليدية.
أما جاره محمد، فقد تذمر بشدة على تجاهل السلطات لمعاناة مهنيي قطاع السياحة مع الأزمة، بحيث يقتصر الدعم الشحيح أصلا على بعض الوحدات الفندقية دون غيرها. أما الفنادق الصغيرة فأغلقت أبوابها وتشرد مستخدموها، شأنهم في ذلك شأن عمال البازارات.
وتمتد أزمة القطاع السياحي، لتؤثر على يد عاملة أخرى تزاول حرف الصناعة التقليدية المختلفة، حيث أدى توقف حركة بالتجارة في المدن السياحية على عملية الإنتاج وفقدوا مصدر أرزاقهم إلى أجل غير مسمى، في ظل تجاهل تام لحكومة أخنوش التي تلزم الصمت لأبعد حدود.
هل يستيقض ضمير حكومة التجمع الوطني الأحرار وحلفاؤها أم أنهم سيتواصلون حشر رأسهم في الرمال كما تفعل النعامة.
ومن بين الشهادات القاسية جدا التي إستمعت لها قناة إيكوبريس خلال روبورتاج ميداني في المدينة العتيقة، أن بعض الأشخاص الذين تضرروا من اوقف القطاع السياحي، صاروا ينتظرون تحويلات أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج لتدبر أحوال معيشتهم من مصاريف الكراء والماء والكهرباء والحاجيات الأساسية الضروية.
أما احد الميتهمين في أحد البازارات فقد صرح لنا أنه يقطع يوميا ثلاث كيلومترات في الذهاب والإياب من منزله في حي الإدريسية وإلى المدينة العتيقة، بسبب عدم قدرته على توفير فلوس الطاكسي. فهل يستيقض ضمير حكومة التجمع الوطني الأحرار وحلفاؤها أم أنهم سيتواصلون حشر رأسهم في الرمال كما تفعل النعامة.
المزيد من تفاصيل مأساة قطاع السياحة ترقبوها غدا في روبورتاج مصور