إيكوبريس عبد الرحيم بنعلي –
بدأ غبار معركة الانتخابات الجماعية على مستوى عمالة طنجة أصيلة، ينجلي تدريجيا، بعدما أسدل الستار عن نتائج تشكيل جل الجماعات الترابية، أمس الخميس، لتفسح الأنظار أمام متتبعي الشأن العام المحلي لتقييم وزن كل حزب سياسي من بين القوى السياسية المشاركة في انتخابات ثامن شتنبر، وبالتالي معرفة أكثر الرابحين وأكثر الخاسرين في السباق الانتخابي.
فإذا كان حزب العدالة والتنمية انتهى سياسيا على مستوى الجماعات الترابية بعمالة طنجة أصيلة، بعد الخسارة الكبرى، فإن هناك أحزاب أخرى لم تسعفها نشوة الانتصار يوم الاقتراع لتأكيد تفوقها الانتخابي، ومنها حزب التجمع الوطني الأحرار الذي اكتفى برئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة.
وقد كان أكبر المستفيدين من نتائج استحقاقات الثامن من شتنبر،حزب الأصالة والمعاصرة، فالجرار حرث العالم القروي حيث فاز بأربع جاماعت ترابية عل مستوى عمالة طنجة، فبالإضافة إلى عمودية المدينة، تمكن من ترؤس حسم رئاسة ثلاث وحدات ترابية وهي؛ جماعة أصيلة، وجماعة المنزلة، ودار الشاوي، مع احتمال إضافة سيدي اليمني التي تأجيل انتخاب مكتبها المسير لجلسة مقبلة.
أما ثاني المستفيدين من نتائج الاستحقاقات الجماعية برسم ثامن شتنبر، فهو حزب الاتحاد الدستوري الذي ظفر برئاسة جماعة حجر النحل، وجماعة الساحل الشمالي، وجماعة حد الغربية.
حزب الاستقلال حل ثالثا ضمن ترتيب قائمة الأحزاب المستفيدة من نتائج انتخابات ثامن شتنبر بعمالة طنجة أصيلة، ذلك أن حزب الميزان نجح في رئاسة جماعتين مهمتين من حيث موقعهما الاستراتيجي وثقلهما الاقتصادي كستقبلا، وهما جماعة اكزناية، وجماعة العوامة.
أما حزب الاتحاد الاشتراكي الذي نجح بدوره في الظفر بمقعد برلماني إلى جانب الأحزاب الخمسة المذكورة،، فقد ظفر برئاسة جماعة وحيدة في العالم القروي، وهي جماعة سبت الزينات التي يترأسها عبد الحميد العباسي.
لكن حزب التجمع الوطني للأحرار الذي حل ثانيا في دائرة طنجة الانتخابية من حيث عدد الأصوات المعبر عنها في صناديق الاقتراع، فلم يتمكن من رئاسة أي جماعة ترابية محلية، باستثناء ترؤسه مجلس الجهة في شخص عمر مورو رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات سابقا.
وتفيد هذه النتائج أن خريطة التحالفات ما بعد الانتخابات لم تعكس بالضرورة تراتبية الأحزاب الفائزة حسب عدد المقاعد، وإنما تحكمت فيها توافقات سياسية وقدرات مهندسي التحالفات الذين يجدون اللعب على رقعة الشطرنج، ولو من خلف الستائر بعدا عن شهرة الأضواء.