واصل المنتخب الوطني المغربي كتابة التاريخ في نهائيات كأس العالم (قطر 2022)، بعدما نجح في العبور إلى دور نصف النهائي لأول مرة في تاريخه، عقب تفوقه على منتخب البرتغال بهدف نظيف في مباراة احتضنها ملعب التمامة.
دون أسود الأطلس بأحرف من ذهب ملحمة كروية وطنية خالدة رصَّعتها أقدام مجموعة حرَّكها حب الوطن لتتفجر إبداعا ومهارات وتقهر منتخبات ذات قدم راسخة في عالم كرة القدم العالمية.
لم يكن للتصنيفات التقليدية التي توزِّع المنتخبات إلى كبيرة ومتوسطة وصغيرة أن تنال من عزيمتها أو تثبِّط إرادَتها فكان مبدؤها: كل صعبٍ على الشباب يهون .. هكذا همة الرجال تكون.
تناغمت لغة المايسترو وليد الركراكي مع المجموعة وخلفهم شحنة معنوية تدوّي في الأرجاء “سير سير سير”، فعزف الجميع أعذب الألحان.
بهذا الإنجاز التاريخي، أصبح المنتخب المغربي أول بلد عربي وإفريقي يبلغ مرحلة نصف النهائي.
في ليلة السبت الخالدة، أثبت الأسود للعالم أن “المستحيل ليس مغربيا” وأن معين النبوغ المغربي لا ينضب، وأن همة الرجال تذلِّل العقبات، وأن أول الغيث قطرة.
و أبرز الركراكي أن هذا التأهل التاريخي يجعل الأسود أول منتخب عربي وإفريقي ينجح في تخطي دور الربع ليضمن بذلك مكانة له ضمن كبار المنتخبات العالمية.
وأضاف أن هذا الإنجاز جعل المغرب يتربع على عرش كرة القدم العربية والإفريقية، فضلا عن تصنيفه ضمن المنتخبات الأربعة الأفضل على الصعيد العالمي.
وقال إن الروح القتالية والرغبة في الانتصار شكلتا المفتاح الأساسي لتحقيق الفوز أمام أكبر المنتخبات التي كانت مرشحة للتتويج بكأس العالم ، مبرزا أن التأهل إلى المربع الذهبي لهذه البطولة أسعد الجماهير المغربية والعربية والإفريقية.
و استطرد قائلا إن من بين العوامل المساعدة في تحقيق هذه الملحمة الكروية الحالة الذهنية الجيدة والثقة الكبيرة للاعبين الذين أبانوا عن روح قتالية لا مثيل لها، محققين بذلك فوزا ثمينا على منتخب قوي يضم لاعبين متمرسين يلعبون في أندية كبيرة.
وأشار وليد الركراكي إلى أن اللاعبين بذلوا مجهودات جبارة والتزموا بالخطة التي تم رسمها، ما مكنهم من تحقيق هذا الفوز “بمساهمة لاعبين يمارسون في البطولة الوطنية الاحترافية”.