إيكو بريس – عبد الرحيم بنعلي
تتكشف المعطيات المتوالية بعد حادث الإثنين الأسود، على شهادات العمال الناجين، ومهنيي النسيج من معارف صاحب المعمل المنكوب، لتوضح جانبا من العتمة في القضية، والتي يراد حصرها في مسؤولية مسير الشركة المستغل لبناية معدة للاستغلال الصناعي منذ أزيد من 15 سنة، وتعاقب على الاشتغال فيها ثلاث شركات أخرى.
ومن بين المعطيات التي توصلت بها صحيفة “إيكو بريس”، أن المعمل المنكوب الذي وصفه بلاغ السلطات بأنه “سري”، شارك بدوره في التعبئة الوطنية لإنتاج الكمامات المدعمة، والتي كانت موجهة للسوق الوطنية، بتكلفة منخفضة في عز تفشي جائحة فيروس كورونا.
وأضافت مصادرنا، أن سواعد العمال اشتغلت بكد وجد على إنتاج الكمامات الموجهة للسوق المحلية، وحتى الموجهة للتصدير، وذلك على سبيل المناولة من شركات كبرى في طنجة.
ولم تجد عبارة “المعمل السري” التي وردت في بلاغ السلطات، قبولا في أوساط المجتمع المحلي والرأي العام الوطني، على اعتبار أن وجود ورشات صناعية في الكاراجات الغير المؤهلة، أمر موضوع تساهل منذ سنوات متعاقبة لتأمين السلم الاجتماعي، في غياب فرص شغل تؤمن العمل للفئات النشيطة في شروط عالية من السلامة، ومتدنية من المخاطر المؤدية للهلاك.
وتسود مخاوف متتبعين للقضية بأن يتم تحميل مسير الشركة وزر باقي المتدخلين المسؤولين عن السماح بفتح معامل للخياطة في المحلات السفلية والسراديب تحت أرضية، وسط تجمعات عمرانية معدة للسكن.