إيكوبريس من طنجة
كانت تدوينة رئيس جماعة لوطا بإقليم الحسيمة، عشية أمس الأربعاء، كافية لخلق نقاش قانوني مهم وسط الرأي العام الوطني المغربي، في أعقاب قرار الحكومة المغربية فرض حظر التنقل الليلي ابتداء من الساعة الثامنة ليلا.
رئيس جماعة لوطا المكي الحنودي، تسلح بشجاعة قد يراها البعض مزايدة شعبوية وقد يراها آخرون تعبيرا عن الحقيقة، حيث أيده البعض في موقفه بحجة أن حكومة الرباط تفرض تدابير شمولية لا تراعي خصوصيات الوضعية الوبائية بالأقاليم وجهات المملكة.
فكيف مثلا يتسائل الإعلامي المغربي المقيم في إسبانيا، أيمن الزبير، تساوي الحكومة في تعاملها مع ساكنة الدار البيضاء الميتروبولية، مع قرية نائية معدودة السكان ؟
لماذا تفرض الحكومة الحجر الصحي ليلا على كافة التراب الوطني، رغم الفروق الكبيرة في الحالة الوبائية؟ وما هو تفسير هكذا قرارات من الناحية العلمية والطبية ؟ فالمغاربة يريدون تفسيرات مطمئنة ومقنعة، وليس إملاءات وتعليمات كما يعامل الراعي قطيع الماشية.
ومن جهة أخرى، تضرب هذه القرارات النازلة من المركز مصداقية الجهوية المتقدمة واللاتمركز الإداري، ونبدأ التسيير المحلي للجماعات، فما قام به رئيس جماعة لوطا بإقليم الحسيمة ليس سوى ما يجب أن يطبق على أرض الواقع، وأن يجسد رؤساء البلديات فعليا صفة رؤساء الشرطة الإدراية، وإلا لأن استمرار التحكم المركزي سيدفع بالمغرب نحو مزيد من التقهقر في الوقت الذي تسير جميع الدول نحو التقدم والازدهار.