أصبحت مشاهد فارغونيت 207 ميرسيديس وهي تنقل الرحيل، وعلى متنها أسر وعائلات قررت الهجرة نحو المدن المجاورة، طقوسا شبه يومية في جماعات قروية عديدة بإقليم شفشاون.
واضطرت فئات عديدة من الساكنة إلى بيع أرضها بأسعار زهيدة، وجمع أثاثها المنزلي المتواضع، والهروب من شبح الجوع والعطش بحثا عن لقمة عيش أرحم.
وأمدت مصادر محلية، أن الفقر المدقع ونضوب المياه السطحية والجوفية، من بين أبرز أسباب هجرة ساكنة إقليم شفشاون نحو المدن.
وأكدت مصادر إيكوبريس أن قرار الرحيل لم يقتصر على المزارعين والفلاحين الصغار الذين لم يجدوا ماءا لري فلاحتهم وري مواشيهم، بل يشمل حتى الحرفيين وأصحاب المهن الحرة، الذين اقتنعوا بأن البقاء في إقليم شفشاون، غير مأمون العواقب.
ويقول السكان إن مشاريع التنمية البشرية تسير ببطئ شديد، والدعم الفلاحي هزيل جدا وفيه مظاعر الزبونية والمحسوبية، والبدائل الاقتصادية شبه منعدمة، قبل أن يأتي الجفاف ليكمل ما تبقى من تدهور الحياة المعيشية في جبال تعيش شبه عزلة تامة، خصوصا في فصل الشتاء.
ويناشد السكان عاهل البلاد الملك محمد السادس، بمحاسبة المسؤولين الفاسدين الذين أوصلوا إقليم شفشاون من رغد العيش، إلى الفقر والحاجة التي دفعت الساكنة لمغادرة موطنهم الأصلي خوفا من الهلاك جوعا وعطشا.