إيكو بريس – عبد الرحيم بنعلي
برأت ثلاث عاملات ناجيات من الفيضانات الطوفانية التي أغرقت معمل للخياطة، في منطقة بنديبان بمدينة طنجة، صباح الاثنين الماضي، ساحة مسير شركة A-M confection المسمى عادل، والذي يوجد تحت تدابير الحراسة النظرية، في إطار البحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة.
وقالت الناجيات الثلاثة، وهن شابات تتراوح أعمارهن ما بين الثلاثينات والعشرينات، في مقابلة مصورة مع صحيفة “إيكو بريس”، إن مشغلهم لا يتحمل أية مسؤولية تقصيرية في الكارثة، كما أنه لم يتورط معهن طيلة الاشتغال معه مدد تتراوح ما بين عامين و 4 سنوات، في أي تجاوزات قانونية، أو هضم لحقوق مستخدميه.
كما أكدت رواياتهن على أن مسير الشركة قاوم لكي لا تفتح البوابة الحديدية، لكن السيول الفيضانية كانت أقوى من قدرته، ودفعته وسط المياه حتى فقد وعيه، ولولا تدخل بعض الأشخاص من الخارج لتقديم الإغاثة، لكان هو أيضا في عداد الضحايا الذين غادروا الدنيا، وعددهم 28 شخصا، في حين نجا 18 عامل وعاملة.
من جهة ثانية، أوضحت المتحدثات أن المعامل الصغيرة توفر لليد العاملة في الخياطة نظام عمل ملائم للمرأة، لذلك كن يتنازلن طواعية عن التسجيل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، موضحات أن زملاءهم في العمل مصرح بهم ويستفيدون من التعويضات العائلية والتغطية الصحية.
في هذا الصدد، أكدت الناجيات الثلاثة من الفاجعة، أن مسير الشركة كان يراعي ظروفهن الأسرية والاجتماعية التي تدفعهن للانقطاع المتكرر عن الحضور إلى مقر العمل، وهي الشروط التي لا توفرها الشركات الكبرى حيث يتطلب الاشتغال بها الالتزام بالحضور الدائم، وعدم التغيب إلا لأسباب قاهرة جدا.
واستنكرت العاملات وصف معمل الخياطة بأنه “سري” و “غير مرخص”، مؤكدات على أن الأنشطة المهنية به كانت على مرأى ومسمع الجميع، بما في ذلك السلطات.