إيكوپريس – عبد الرحيم بنعلي
يقف المتابع لفاجعة معمل طنجة، بعد اتضاح الصورة وانجلاء غمة الصدمة الاولى وشح المعطيات الأولية، على هول الأخطاء التقنية الفادحة التي خلفها المهندسون الذين شيدوا نفق البرانص، بطريق الرباط، حيث انتهت الأشغال على بناء القنطرة والطريق أعلى بكثير من مستوى الحي السكني الذي كان مسرحا للكارثة،دون فتح منافذ لجريان مياه السيول المطرية.
المعطيات على الأرض وفق ملاحظات مهندس مدني تحدث إلى صحيفة “إيكو بريس”، تشير إلى أن البنية التحتية في المنطقة المجاورة للنفق كما انتهت عليها الأشغال سنة 2017، كانت مهيأة لوقوع كارثة الفيضانات الطوفانية، إلا أنها كانت مؤجلة نظرا لمحدودية التساقطات المطرية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.
وتسائل المصدر نفسه، “لماذا أغفلت الدراسات التقنية والهيدروليجية احتمال وقوع أمطار طوفانية؟” أو بالأحرى نقول كيف تساهلوا بالتدبير الاستباقي لمخاطر الفيضاناتوأغفلوا تشييد قنوات ذات امتصاص عالي لتصريف المياه القوية، خصوصا وأن الحي السكني المجاور للنفق، مبني في أماكن منحدرة تصب فيها مياه الأمطار.
كما تسائل أيضا “لماذا أغفلت الشركة الهندسية ومكتبة الدراسات معطيات تقنية مهمة ما تزال مثبتة في الخرائط القديمة لمدينة طنجة، وهي أن شارع الجيش الملكي مشيد بجانب واد السواني والذي كان يفيض في مواسم الشتاء الماضية”، وكان يشهد احتقان مياه الفيضانات خلال التساقطات المطرية العاصفية؟.
كما أفاد المهندس الذي التمس عدم ذكر اسمه، أن هذه الفاجعة التي خلفت 28 هالكا غرقوا في الفيضانات الطوفانية تكشف بالدليل القاطع أن بعض مشاريع تأهيل البنيات التحتية، يتم إنجازها بارتجالية واستهتار بالمخاطر المحتملة.
من جهة أخرى، أفادت مصادر خاصة من وكالة الحوض المائي اللكوس، أن مصالحها الإدارية لم توافق على تراخيص البناء لتلك المنازل التي شيدت بجانب واد السواني، وأيضا بجانب واد مسنانة، وكذلك بجانب واد مغوغة، وواد العوامة ظهر القنفود، مؤكدا أن الأحياء المحاذية لهذه الأودية، محرمة البناء، لكن بعض المنتخبين الذين تعاقبوا على تسيير مقاطعات بني مكادة والسواني وامغوغة، تورطوا في هذه المخالفات الصريحة لقانون التعمير، معرضين حياة الساكنة لخطر الفيضانات.
وتابع نفس المصدر، أن تلك المناطق ما تزال معروضة لوقوع فيضانات طوفانية إذا شهدت المدينة مواسم مطرية غزيرة أو أماطر عاصفية من الدرجة البرتقالية.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن مكان الفاجعة ما يزال معرضا لخطر الفيضانات المماثلة، حسب ما استقته صحيفة “إيكوبريس” من شهادات أصحاب المنازل، وذلك بسبب وجود جدار فيلا سكنية يشكل سدا في نهاية الطريق المنحدرة، وهو ما يحول المكان إلى بحيرة تهدد سلامة الساكنة المجاورة.