شرعت شركة AMARAL IMMOBILIER في أشغال إنشاء مشروع عقاري فوق أنقاض بقعة أرضية كانت مخصصة لبناء مسجد، جوار مجمع المدينة، حيث يتذكر السكان قبل ست سنوات بالضبط وجود “بلاكة” لوحة تقنية كانت مثبتة في عين المكان مكتوب عليها مسجد في طور البناء.
فما الذي تغير بعد 6 سنوات ؟ مصادر إيكوبريس قالت بأن مجموعة من الشركات العقارية لجأت لهذه الحيلة، حيث تقدم للزبناء تصاميم هندسية لمشروع عقاري متكامل يضم مرافق دينية وترفيهية وخدماتية، غير أن الشركة العقارية تؤخر بناء المرافق المشار إليها في التصميم التسويقي للمشروع.
وبعدما ينتهي مسلسل تسليم الشقق السكنية لأصحابها، ونظرا لكون غالبية الملاك الأصليين من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أو سماسرة المضاربين الذين يبيعون الملك عن طريق التنازلات، يأتي سكان جدد ليس لهم علم بتفاصيل المشروع العقاري ومكوناته، حيث يتلقون المعلومة شفهيا من الجيران بأن هذه البقعة كانت مخصصة إما لمسجد أو ملعب أو فضاء ترفيهي.
من جهة ثانية؛ عبر جيران المشروع من ساكنة عمارة باب مرشان و العمارات المجاورة عن استيائهم وتذمرهم الشديد جراء انقلاب أصحاب المشروع التجاري الأول الذي كان مكتب البيع أخبرهم ان تلك البقعة ستكون مرفقا عموميا وستبقى مفتوحة أمامهم في وجه ضوء الشمس.
وقال الجيران في تصريحات مع جريدة إيكو بريس سننشرها لاحقا في فيديو، إن سماح السلطات المحلية في عمالة طنجة بتغيير معالم ومكونات القطعة الأرضية سيلحق بهم أضرارا كبيرة في الحاضر والمستقبل.
لكن مصدر مطلع على شؤون العقار بالمنطقة، كشف في اتصال هاتفي مع الجريدة بأن مشروع المنفعة العامة الذي كان مخصصا فوق تلك البقعة قد ألغي بعد بناء مسجد خديجة أم المؤمنين الكائن في مجمع قواسم المجاور.
نفس هذا السيناريو وقع لساكنة مجمع المدينة، تقول المصادر التي تحدث لجريدة إيكوبريس الإلكترونية، مؤكدة أنه إلى غاية سنة 2017 كانت لوحة معلقة فوق هذه البقعة الأرضية التي بدأت فيها أشغال مشروع عقاري، مكتوب عليها رخصة بناء مسجد. قبل أن تتغير طبيعة الوعاء العقاري بشكل سلبسه الكثير من الغموض، حسب وصف المصادر.
وتفاجأت ساكنة المنطقة في حديث مع جريدة إيكوبريس مسلسل الترامي على الأراضي الفارغة من قبل الشركات العقارية، وتساهل السلطات المختصة بالترخيص للتعمير مع توسع كتل الإسمنت متجاورة إلى بعضها البعض على مساحات كبيرة، مما يؤدي إلى الاكتظاظ السكاني، وندرة البقع الأرضية المخصصة للمنفعة العامة كالمدرسة و المساحة الخضراء وملاعب رياضية ومتنفسات الترفيه للأطفال، حتى وصل الأمر بالسلطات هذا العام أن تبني مدرسة ابتدائية وسط غابة بوبانة لانعدام وعاء عقاري، كما وجدت السلطات بصعوبة كبيرة بقعة أرضية صغيرة لناء إعدادية جوار نادي الغولف.