إيكوبريس – عبد الرحيم بنعلي
ورط مسؤولو حزب الاستقلال بطنجة، حفيد الزعيم الوطني علال الفاسي، نزار بركة الأمين العام لحزب الميزان، في خطيئة سياسية كبيرة عندما باركوا له مرشحا ساسيا لا يحضى بالقبول وسط ساكنة مدينة طنجة، لكي يركبوا على ما يرون في شخصه من “قدرات” باستطاعتها جلب الأصوات لهم في صناديق الاقتراع، أكثر من أي مرشح آخر حسب اعتقادهم.
وما تزال ردود فعل الرأي العام المحلي تخرج على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ساخرة وستهزئة بشخص سياسي يطلق أقوالا لا ترقى لأن تكون صادرة عن رجل سياسي محترم، حيث يستغرب المتتبعون للشأن المحلي بعاصمة البوغاز ما الذي أسقط حزبا تاريخيا عتيدا في “قانون الجاذبية” مع مرشح ليس في رصيده سوى “كلام الفحش السياسي”، ولا يجيد سوى لغة الشعبوية والسب والقذف ولا أدل على ذلك ما كانت تشهده دورات مجلس طنجة المدينة، حيث كانت تصرفاته المثيرة للتهكم والسخرية سببا في عداوته من طرف قيادات حزب الأصالة والمعاصرة على المستوى المحلي، قبل أن تتفرق بهم السبل.
فهاهو المحامي بهيئة طنجة، والمناضل الشهم عبد الله الزايدي، يرد على ترهات وكيل لائحة حزب الاستقلال بطنجة بما جاء في هذه التدوينة.
من حق ساكنة طنجة أن تتسائل عن الرصيد السياسي للمرشحين، ومؤهلاتهم العلمية وكفاءتهم السياسية وبرامجهم الانتخابية، فهل وصل العقم التنظيمي لحزب علال الفاسي إلى مستوى العجز التام عن إنجاب قيادات محلية تحمل مشعل مبادئ التعادلية والوحدة، لدرجة استنجادهم وكائن انتخابي ليس في رصيده سوى تفريخ البناء العشوائي؟؟؟
إن ورطة نزار بركة في مدينة طنجة ستكون عواقبها صادمة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة للأسباب التالية:
أولا: منح الثقة لمرتحل سياسي يعد إهانة كبيرة لمناضلي الحزب، ويعني في المقابل اللاثقة في قدرات الأمين بنجيد، واللاثقة في قدرات عثمان ورياش، واللاثقة في قدرات عبد السلام الأربعي، واللاثقة في الطبيب جمال بخات، واللاثقة في باقي أطر وكفاءات الحزب من المحامين، والأطباء، والتجار، والشرفاء المحترمين، فإذا كان الانفتاح في الأعراف السياسية العالمية مقبولا، إنما يكون على المناضلين، والكوادر الوطنية، والكفاءات التكنوقراطية التي لديها رصيد مشرف وسيرة بيضاء في التدبير والتسيير، وليس الانفتاح على من هب ودب.
ثانيا: تزكية وجه مستهلك جدا في المشهد السياسي بطنجة، في سياق سياسي متسم بالسخط على الطكائنات الحالية من جهة، ومن جه ثانية في سياق تنظيمي تروج فيه اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال مبدأ تداول المسؤوليات بين القدماء والشباب، بحيث أن شبيبة الحزب تزخر بالشباب الذين وصلوا إلى 40 عاما ولم تعطى لهم الفرصة لخوض غمار المعترك الاننتخابي. ومن هنا من حقنا أن نتساءل لماذا يخاف مسؤولو حزب الاستقلال بطنجة من الدفع بكفاءات شابة تتمتع بقبول ورضى على الأقل في الأوساط المهنية التي تنتسب لها، سواء في جسم المحاماة، أو في الوكالة الحضرية، أو في وزارة التربية الوطنية….
ثالثا: وضع مسؤولي حزب الاستقلال بطنجة جميع حظوظهم في سلة المرشح المعلوم، فيها مخاطرة حقيقية في محطة انتخابية ستشهد لوائح مستقلة قادرة على خلق المنافسة، في سياق سياسي متسم بمواقف سلبية جدا من الأسماء المعروفة، بحيث أنها تفضل العزوف والحياد والمقاطعة السياسيةعلى التصويت لنفس الوجوه.
رابعا: تصرفات الكتابة الإقليمية لحزب الاستقلال في طنجة تضرب مصداقية مواقف السيد نزار بركة التي كان عبر عنها في افتتاحية تاريخية بجريدة العلم بتاريخ يوليوز 2017 قبل وصوله إلى الأمانة العامة للحزب، والتي دعا خلالها إلى نقد ذاتي، وحمل مشعل التغيير الداخلي، وحذر من مواقف وتقلبات وارتباكات بعيدة عن مرجعية الحزب وثوابته ومشروعه المجتمعي، وكل ما يمنحه هويته السياسية المتميزة داخل الحياة السياسية. فهل هذا هو التميز الذي أبدعه استقلاليو طنجة قبل أشهر معدودة من محطة الانتخابات التشريعية؟؟
أخيرا؛ أحاول أن أتخيل كيف هو شعور وجهاء مدينة طنجة من مثقفين، دكاتر، أطباء، محامين أطر الدولة، كفاءات، رجال أعمال، وهم ينظرون إلى حزب علال الفاسي بتاريخه العريق، يحاول أن ينبعث من رماده بطريقة انتحارية.