إيكو بريس عبد الرحيم بنعلي
يبدو أن أحمد الإدريسي الرئيس السابق لجماعة اكزناية الذي عزلته وزارة الداخلية، ليس مستعدا لرفع الراية البيضاء أمام طموحاته في معترك السياسة، ورغم ضربات وزارة الداخلية والقضاء عبر أحكام المحكمة الإدارية بالرباط مؤخرا، فإن الرجل يرفض العودة إلى أحضان حزب الأصالة والمعاصرة، إذ يظهر أن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى مرحلة الطلاق الثلاث.
فقد علمت جريدة “إيكو بريس” الإلكترونية، أن عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، تهيأ الأسبوع المنقضي لزيارة منطقة “مولاي عبد السلام” في رحلة سياحية بأجندة سياسية بامتياز، لكن برنامج الزيارة لم يسر على هوى ربان سفينة البام، بعدما رفض الإدريسي اللقاء بوهبي، حسب مصادرنا.
وأضافت المصادر نفسها، أن الإدريسي أقسم بأغلظ الأيمان أنه لن يعود للبام بسبب شعوره أنه تعرض لـ “الخيانة” والغدر”، وذلك بعد سنوات من الأفضال والإكراميات التي ظل يمنحها لحزب الجرار، حتى مكنه من مقاعد برلمانية وعبد له الطريق لترؤس عدة جماعات قروية.
لكن؛ للسياسة حساباتها وللساسة مصالحهم، فالحسابات الانتخابية جلعت قادة البام يتذكرون الإدريسي الذي يقول مقربون منه، أنه قادر على الانبعاث من تحت الرماد، بينما طموحاته الشخصية جعلته يتبختر في اختيار أي من التنظيمات الحزبية التي سيركب قطارها الانتخابي.
فبين رغبة عاطفية تجعل الإدريسي يميل إلى حزب الحركة الشعبية، وبين عروض مغرية تخطب رضاه للالتحاق بصفوفها، خصوصا من حزب الاستقلال الذي يعول على ما يبدو على بسط نفوذه في عمالة طنجة أصيلة والجماعات المجاورة، يبدو أن التاجر الريفي الذي يلقب بـ “الداهية” يأخذ قسطه الوافر من الوقت قبل الحسم.
ولعل محددات اختياره الأخير، وفق مصادر مقربة من الرجل، ستكون بدوافع انتقامية ممن نصبوا له الفخاخ في طريق تدبير شؤون جماعة اكزناية قبل الإطاحة به بالضربة القاضية، فهل سينجح الإدريسي في مساعيه نحو العودة إلى المشهد السياسي أم أن طموحاته ستنكسر على صخرة أحكام القضاء؟.