قال الباحث الجامعي نبيل جدلان إن الخطاب السامي، الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، السبت، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ23 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، هو بمثابة دعوة إلى تعزيز قدرات الاقتصاد الوطني.
واعتبر رئيس شعبة التدبير بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة نبيل جدلان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الخطاب الملكي يروم توطيد الاستقرار الاجتماعي وتحسين ظروف المرأة والأسرة وتقوية الاقتصاد الوطني، من خلال الدعوة إلى الجمع بين روح المبادرة والصمود من خلال رفع التحديات الداخلية والخارجية.
وسجل الباحث الجامعي بأن جلالة الملك دعا الحكومة والمؤسسات المعنية إلى منح تسهيلات للاستثمارات الأجنبية، من خلال إزالة العقبات التي قد تعترضها، خاصة العراقيل المقصودة، التي يهدف أصحابها لتحقيق أرباح شخصية، وخدمة مصالحهم الخاصة، منوها بأن الخطاب الملكي أشار أيضا إلى ضرورة الاستفادة القصوى من الفرص والآفاق التي أتاحتها التحولات الدولية من أجل استقطاب الاستثمارات وتحفيز الصادرات وتشجيع المنتوج الوطني.
كما ذكر بان الخطاب الملكي أبرز المكانة المهمة التي تحتلها المرأة في المجتمع، واختيار المغرب تمتيعها بحقوقها كاملة، مستعرضا الخطوات التي قامت بها المملكة لترسيخ هذا الاختيار خاصة من خلال مدونة الأسرة.
وتابع الجامعي بأن “صاحب الجلالة يعتبر أن هذه المدونة ليست خاصة بالرجال ولا بالنساء، بل هي مخصصة للأسرة برمتها، تقوم على مبدأ التوازن، وتعطي للرجال كما للنساء حقوقهم، وتأخذ بعين الاعتبار مصلحة الأطفال”، مضيفا أن الخطاب شدد أيضا على ضرورة التزام الجميع بالتطبيق الكامل والحكيم للمقتضات القانونية لمدونة الأسرة، بهدف المساهمة في الاستقرار الاجتماعي والتنمية الاقتصادية للبلد.
كما اعتبر نبيل جدلان بأن خطاب العرش أشاد بالجهود المبذولة لمكافحة جائحة كوفيد 19، من خلال تقديم مساعدات مادية مباشرة للأسر المعوزة وتقديم الدعم إلى القطاعات المتضررة، إلى جانب تأمين تموين الاسواق بشكل منتظم وكاف بالمواد الأساسية.
وذكر بأن المغرب شرع في تنفيذ المشروع الكبير لتعميم الحماية الاجتماعية وتأهيل المنظومة الصحية، معتبرا أن جلالة الملك دعا إلى الإسراع بإخراج السجل الاجتماعي الموحد، باعتباره الآلية الأساسية لمنح الدعم، وضمان نجاعته.
على صعيد آخر، أكد نبيل جدلان أن الخطاب الملكي هو تكريس لسياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر، لإقامة علاقات عادية بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك، مبرزا أن جلالة الملك أكد على أن “احترام حسن الجوار يشكل رهانا استراتيجيا لتوطيد الاحترام المتبادل بين الشعبين المغربي والجزائري”.