إيكو بريس متابعة
إنها مفارقة مثيرة تلك التي يعيشها بعض عمال النسيج والألبسة في مدينة طنجة، فبينما تخيط سواعدهم ملابس تباع في أغلى متاجر الأزياء بالدول الأوروبية، فإن رب العمل يراكم أرباحا خيالية وقد يقفل المصنع في أي لحظة ثم يترك العمال لحال سبيلهم دون تعزيضات فقدان الشغل، ودون معاش التقاعد.
وضعية مماثلة تلك التي دفعت عشرات العمال نساء ورجال ممن اشتغلوا سنوات طويلة في شركة لخياطة ملابس الأطفال MAyoral التي تباع في محلات العلامة التجارية المعروفة El Corte Inglés، دفعتهم للاحتجاج صباح اليوم الثلاثاء 30 مارس أمام مقر ولاية طنجة، بسبب إقفال المصنع الذي كانوا يشتغلون فيه أبوابه دون تمكينهم من حقوقهم المنصوص عليها في قانون الشغل.
وصرح عدد من العمال أنهم اشتغلوا مدة طويلة تزيد عن 20 سنة، ثم في الأخير وجدوا أنفسهن معرضين للمجهول، دون تغطية اجتماعية، ودون تأمين صحي، ودون معاش للتقاعد.
وقد تحدثت إحدى العاملات التي تعاني من مرض الكلي المزمن، بكثير من الألم والحرقة إلى أن اغرورقت عيناها بالدموع، مطالبة المسؤولين في جهاز تفتيش الشغل إنصافها هي وزميلاتها في العمل.
وقالت المتحدثة إن المعمل أقفل أبوابه منذ شهر مارس الماضي، بدعوى بيع الشركة لشخص آخر، وأن مسير الشركة طالبهم بالتوجه إلى المحكمة.
وعلى إثر ذلك، توجه المتضررون إلى مفتشية الشغل بطنجة، لكن طيلة هذه المدة لم تظهر أية بوادر لحل الأزمة، حسب قولهم، في الوقت الذي أصبحوا عرضة للتشريد بلا رحمة ولا شفقة.