إيكو بريس من طنجة
يبدو أن وضع الخدمات الصحية في طنجة ما إن يتحسن فترة قصيرة، حتى يعود للتقهقر والتدهور مجددا، في الوقت الذي يغلق مسؤولو وزارة الصحة في المدينة عليهم أبواب مكاتبهم، لا عين رأت ولا أذن سمعت.
ففي آخر الفضائح التي كشف عنها مرضى ساقتهم ظروفهم الصحية إلى مستشفيات طنجة، أنه يطلب منهم شراء القفازات الطبية الواقية، بما في ذلك التدخلات التي تتطلب العمليات الجراحية، وذلك بسبب افتقار المستشفيات إلى هذه المستلزمات الشبه الطبية الضرورية.
وأفادت مصادر مهنية من شغيلة مستشفى محمد الخامس، ومستشفى محمد السادس، أن افتقار المستشفيات بطنجة إلى هذا المنتوج الضروري لتقديم الإسعافات وإجراء الفحوصات، ينذر بكارثة صحية في المستقبل القريب، بسبب قيام بعض الأطر الطبية تدخلاتهم دونها، وهو ما يرفع مخاطر احتمال انتقال الميكروبات من مريض لآخر، وظهور تعفنات على بعض المرضى الذين أجريت لهن تدخلات علاجية واستشفائية دون القفازات الطبية.
وأضافت مصادرنا، أن هذا الوضع الخطير إما يتطلب من الأطر العاملة اقتناد القفازات من مصروفهم الخاص، أو يطلب من المرضى شراؤها على نفقتهم. لكن الخطير في الأمر هو أن بعض المرضى يتصادف مجيئهم إلى المستشفى ما بعد منتصف الليل، ثمومع ذلك يطلب منهم شراء القفازات الطبية، في وقت تكون الصيدليات المفتوحة للحراسة قليلة وبعيدة ومكتظة بالمواطنين.
كما أن النقص الحاصل في المستلزمات الطبية الحيوية، يؤدي إلى مشاحنات واصطدامات بين المرضى الأطر الطبية والتمريضية، في حين تقول مصادر من الشغيلة أنها لا ذنب لها في هذا المشكل الذي تتحمله وزارة الصحة، ثم إدارة المستشفيات التي تتوفر على ميزانيات مرصودة لاقتناء الأدوية والمستلزمات الشبه الطبية.
من جهة أخرى، كشفت مصادر حسنة الاطلاع، أن مرضى القلب تفاجئوا خلال الأشهر الأخيرة، بتوقف مستشفى محمد الخامس عن إجراء تحاليل “تيغوبونين”، بسبب نفاذ المواد الأولية المستخدمة في إنجازه، كما يعاني المختبر الجهوي أيضا من نفقص حاد ف “رياكتيف إينيفيس”، إذ رغم وجود آلة جديدة، فإن النقص في المواد الأولية، يدفع التقنيين للاشتغال بطريقة وصفوها بـ “البدائية”.
كما يشتكي المرضى الذين يحتاجون الدم من غياب التقنيين أوقات الحراسة نهاة الأسبوع عن المختبر، حيث يقوم مكانهم عون الحراسة، “سيكيريتي” في استهتار رهيب بأرواح وسلامة المواطنين.