إيكو بريس من طنجة
كشف الصحفي المغربي يوسف سعود، أن إدارة موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك شرعت في نفمبر الماضي، في مضاعفة استثماراتها في البنيات التحتية لتطوير جودة الأنترنت.
وفيما يلي نص تدوينة الصحفي سعود ننقلها لكم بأمانة لكل غاية مفيدة
بالعودة إلى خريطة الكابلات البحرية، سنجد أن بلدا بحجم نيجيريا لا تربطه سوى 5 كابلات بحرية بالعالم، وهو البلد الذي يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت فيه 100 مليون مستخدم.
شرق وغرب القارة، عدد مستخدمي فيسبوك، متواضع بالمقارنة مع شمالها، فالنسبة لا تتجاوز 27 في المائة في نيجيريا، وتقل فس باقي بلدان غرب أفريقيا، ونفس المعطيات تحكم بلدان شرق أفريقيا على رأسها إثيوبيا.
فيسبوك يعي جيدا أهمية جودة الإنترنت في إنتاج واستهلاك المحتوى على الإنترنت، خاصة على منصاته، ولهذا قرر الاستثمار في القارة السمراء، لأن مساحة مناورته كبيرة، ومعدلات النمو التي يمكن أن تحققها الشبكة كبيرة جدا، قد تصل إلى 200 في المائة في كثير من بلدان القارة.
فيسبوك، يبحث مع شركات الاتصالات غرب وشرق القارة إمكانية المساعدة في توفير السيولة الكافية لتطوير البنيات التحتية الخاصة بالاتصالات.
قبل تطوير جودة الإنترنت، كان فيسبوك قد دعم مشاريع تهم إنتاج هواتف بأسعار رخيصة موجهة بالأساس للبلدان الفقيرة، لتمكين مواطنيها من الولوج لخدمة الانترنت، وبالتالي استهلاك وإنتاج المحتوى.
على نفس المنوال، سارت غوغل، وهي الأخرى تخطط لإطلاق كابلات بحرية غرب القارة، كما هو الشأن لهواوي الصينية، ومايكروسوفت الأميركية التي تراهن على “تي في وايت سبيسيس”، وهي التقنية التي كانت قد أعلنت اعتمادها بالقاضي عياض بمراكش قبل سنوات.
الأميركيون والصينيون يسارعون لضمان ضبط ومعالجة الداتا القادمة من ماما افريكا، والتحكم في تدفقها، وبالتالي التحكم في تفاصيل كثيرة، وهذا موضوع آخر سبق وتحدثت عنه بإسهاب، وربطته بفرص المغرب بالتحكم في بيانات القارة، عبر الاستمثار في مراكز البيانات….
الانفتاح، على صناعات أخرى، بعيدا عن المهن الست التي يراهن عليها المغرب وعلى راسها صناعة السيارات، سيمكن البلاد من تعزيز معدلات النمو، وبالتالي خلق مناخ جيد للأعمال، وهو المعطى الذي سيمكن من خلق فرص شغل، في قطاعات تعتبر الأكثر تشغيلا في عالم اليوم.
فصناعات البيانات، مثلا، ستمكن المغرب من تحويل جزء كبير من أنشطة القارة السمراء، سواء المقاولات أو الأفراد، من التوجه صوب أوروبا أو أميركا، نحو المغرب، عبر خلق مراكز بيانات ضخمة تعمل على معالجة بيانات جميع بلدان القارة، بشراكة مع المجموعات العالمية التي لها خبرة في المجال، وهو التوجه الذي يمكسن المملكة من التحكم في تدفق البيانات بالقرة ومعرفة كل صغيرة وكبيرة بإفريقيا، سواء اقتصاديا وسياسيا.
كما ستمكن من تطوير أنشطة كثيرة وإحداث مقاولات ناشئة لها ارتباط وثيق بهذه الصناعات، وأكثر توفيرا لفرص الشغل من قطاعات أخرى، وإذا قلنا فرص الشغل، فنحن نتحدث عن أول تحد تواجهه الحكومات في العالم ككل.
الصورة: مركز بيانات شركة إنوي قبل حوالي سبع سنوات (قلب الشبكة هواوي الصينية).. بمعيار Tier III، وكاين 4 لكنه مخصص للاستخدامات العسكرية والحيوية…