إيكو بريس عبد الرحيم بنعلي
أصبحت مجموعة “أنديتيكس” الإسبانية المتخصصة في صناعة الأزياء، وتسويق ملابس الماركات العالمية، موضع اتهام، بسبب احتمال تواطئها المسبق مع الشركات المغربية التي تورد لها طلبيات القماش الخام، من أجل تحويلها إلى ملابس جاهزة تعرض للبيع في أرقى المتاجر الأوروبية، بفارق أرباح شاسعة عن كلفة الإنتاج.
فقد أكدت مصادر مطلعة على سير التحقيقات القضائية الجارية في وقائع فاجعة معمل طنجة، التي وقعت يوم الاثنين الماضي، إثر فيضانات طوفانية، خلفت مصرع 28 عامل وعاملة، أن الشرطة العلمية التي حلت بمسرح الحادث، عثرت على ملصقات ماركات تجارية معروفة للملابس، وهي “pull & bear” و “bershka”.
وأضافت مصادرنا أن آخر منتوج كانت تخيطه سواعد الضحايا، والناجون من الكارثة، وفق التحريات الأولية للشرطة القضائية، هو “أقمصة نسائية” تخص ماركة “بول بير”، والتي عثرت الشرطة على ملصقاتها التي تحمل نفس العلامة التجارية.
من جهة أخرى، تقاطعت معطيات حصلت عليها صحيفة “إيكو بريس” من مستخدمين ناجين من الفاجعة، حيث أكدت ثورية وهي عاملة في الخياطة، أن المنتوج الذي كان موضوع الطلبية هذا الأسبوع، هو “أقمصة نسائية” ذات ثوب مزركش خفيف رمادي اللون، مصنوع من الخيط.
بدوره أكد عامل آخر بالمعمل المنكوب، أن وحدتهم الصناعية كانت تنتج ملابس معدة للتصدير على سبيل المناولة، مضيفا بأنهم كانوا متخصصين في خياطة الأقمصة والتنورات النسائية لفائدة ماركات تجارية معروفة، من بينها “بيرشكا”، و “زارا”، بول أند بير.
من جانب آخر، حاول بعض المهنيين في المجال التكتم على هذه المعطيات، وتحفظوا على اعتبار أن الشركات المتعاملة مع الزبون الإسباني، تخشى أن تمس صورتها في قضية الاستعانة بورشات صناعية تنتمي للقطاع الغير الميهكل، ويعلم الجميع أن ظروف السلامة بها هشة.
وحسب التحريات التي أجرتها صحيفة “إيكو بريس” مع مصادر جيدة الاطلاع بخبايا قطاع النسيج والألبسة في عاصمة البوغاز، فإن عملية توزيع طلبيات الإنتاج تمر عبر مرحلتين الأولى يشرف عليها موظفي مجموعة أنديتيكس.
وأضافت مصادرنا، أن من بين المستفيدين من الطلبيات الكبيرة إلى جانب شركات الخياطة، “وسطاء“، وهم مجموعة من السماسرة رأس مالهم، هو العلاقات مع موفد المجموعة الإسبانية لطنجة، وشبكة المعارف بين أرباب المعامل المتوسطة والصغيرة.
هؤلاء السماسرة بدورهم يفاوضون مع زبنائهم على تقليص قيمة تكاليف الإنتاج، ليحصلوا على منتوج بتكلفة منخفضة، ويحصلون على هامش أرباح كبيرة، لذلك فإنهم يبرمون ما يشبه “عقد الإذعان” مع المعامل الصغيرة، حيث يتم تخييرهم مابين بين القبول بشرط التكلفة أولا، أو تحويل الطلبية إلى متعامل آخر، قبل المرور إلى التفاهم على الكمية، والجودة، وموعد تسليم المنتوج النهائي ملابس جاهزة.
كما أضافت مصادرنا، أن وسطاء المجموعة الإسبانية الموردة لطلبات الإنتاج، تكون على علم مسبق، بأن القدرة الإنتاجية للشركات المتعاقد معها، غير قادرة على إنتاج المطلوب منها في آجال قصيرة، وهي مدة لا تتعدى أسبوعا في الغالب، حيث أوضحت مصادرنا أن عملية إعادة توزيع الطلبيات تصل إلى المستوى الثالث من المناولة.
يعني أن الوسيط يتسلم الطلبية من الزبون الإسباني، ثم يحولها إلى شركة كبيرة، وهذه الأخيرة توجه جزءا منها لشركات متوسطة، ثم هناك في آخر السلسلة ورشات صغيرة في الأحياء السكنية كالمعمل الذي وقعت به الفاجعة.
هذه المعطيات تفيد مصادرنا، هي التي تجعل الشركات الصغيرة جدا، تشتغل في ظروف اقتصادية هشة، واليد العاملة تقبل بأجور زهيدة جدا، مقارنة مع الأزياء الأنيقة التي تعرض في واجهات أرقى المحلات التجارية في الضفة الشمالية للمملكة.
https://www.youtube.com/watch?fbclid=IwAR0v-kzpFVJhKeiVMB_o4kpEYbxH14yFwL2l3Zx0JEz3DHEKvrVa8rHTbtc&v=gPjDkMG1-eU&feature=youtu.be&ab_channel=benaliabdo