طنجة فندق هلتون – عبد الرحيم بلشقار
وجه نور الدين مفتاح، رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف، ومدير نشر صحيفة الأيام الأسبوعية، مدفعيته الثقيلة صوب لوبي المصالح في قطاع الصحافة المكتوبة، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للجمع العام التأسيسي لفرع جهة طنجة تطوان الحسيمة، نهار الجمعة، مؤكدا بأنه منذ 20 سنة لم يسبق للفدرالية أن كانت أقوى من اليوم، وبالتالي يمكن القول “رب ضارة نافعة”.
كما طمأن نور الدين مفتاح المقاولات الإعلامية الحاضرية في أشغال الجلسة الافتتاحية للجمع العام التأسيسي لفرع FMEJ بعاصمة البوغاز، مؤكدا قوله “الذين راهنوا على موت الفدرالية المغربية لناشري الصحف راهنوا على السراب”، في إشارة صريحة إلى فئة من الناشرين الذين شكلوا جمعية قفزت إلى الواجهة بسرعة البرق.
وعبر مفتاح عن فخره واعتزازه بالكتلة العددية للتجمع المهني الذي يرأسه، مبرزا أنها تتجاوز 150 عضوا فاعلا، دون احتساب باقي الجهات التي لم تشهد بعد ميلاد الفروع الجهوية، حيث تأسست فدرالية الناشرين في خمس جهات حتى الساعة، هي الداخلة، كلميم واد نون، العيون الساقية الحمراء، جهة، الشرق، وجهة الشمال.
وأضاف أن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف تطوف جهات المملكة لبناء جسور الثقة بينها وبين المنابر الإعلامية الجهوية، تماشيا مع مبدأ الجهوية المتقدمة، كما تسعى إلى الدفاع عن تطلعات المقاولات الاعلامية الصغرى والمتوسطة والكبرى على قدم المساواة، في الوقت الذي رفع البعض شعار “لي شومبيون وحدهم والباقي يمشي يغرق” على حد قوله.
وكشف مفتاح عن مخطط سيء كان يحيكه البعض، قائلا إنه في الوقت الذي تسببت جائحة كورونا في مأساة للصحافة المغربية الورقية والإلكترونية، فإن بعض الناشرين في الصحف الكبرى ذهبوا إلى قول ما يلي “يجب أن نضحي بالمقاولات الصحفية المتوسطة والصغرى، وأن نبقي على الكبار”. منوها بجهود الدولة في احتواء الأزمة بتخصيصها 23 مليار سنتيم، لكنه تأسف على استفادة 10 مقاولات فقط من نصف إجمالي المبلغ، فيما 80 في المائة من المقاولات حصلت على أقل من قيمة الدعم الذي كانت تحصل عليه قبل جائحة كورونا.
وتابع مدير نشر أسبوعية الأيام الرائدة في المشهد الإعلامي الوطني، مؤكدا على دور المكتب التنفيذي لفدرالية الناشرين في التصدي للمخطط المذكور، وما زلنا نقاوم، وكانت من نتائج الجهود المبذولة تخصيص قطاع الاتصال مبلغ 30 مليون درهم للصحف التي تعتبر غير مهيكلة في معيار عقد البرنامج السابق في المادة 5 للمجلس الوطني للصحافة.
من جهة أخرى، اعتبر نور الدين مفتاح أن المحطة التتظيمية التي احتضنتها مدينة طنجة، التي تعتبر مهد الإعلام بالمغرب، تعتبر فرصة للتأكيد على أهمية الرسالة التي تحملها الفيدرالية في الدفاع عن مبادئ الإعلام وأخلاقيات المهنة وطنيا وجهويا، مضيفا أن الصحافة الوطنية، كما الجهوية، مهتمة بالرقي بالدور الاعلامي دفاعا عن القضايا الوطنية الأساس والمصالح الاقتصادية للمقاولة الصحفية .
ودعا رئيس فدرالية الناشرين في ختام كلمته، إلى تطوير الإعلام الجهوي عبر القيام بنقد ذاتي، يصب في اتجاه تقنين الممارسة ومهننتها، موضحا بأن هذا الرهان لا يحتاج “الفلوس” وإنما “يحتاج إرادة مدراء الصحف الناشرة”.
وقبل أن ينهي حديثه، أكد قائلا “جئنا لجهة طنجة تطوان الحسيمة لنبني معا الإعلام الجديد لأن دور الفدرالية هو دور التأطير بهدف تقوية صحافة الامتياز التي تجمع بين المهنية وأخلاقية المهنة”.