إيكوبريس عبد الرحيم بنعلي –
دمٌ ناقص يعني علاجٌ مهددْ يعني حياةُ إنسانٍ في خطرْ.
مُعادلةٌ ربما لم يجد صُناع القرار في مدينة طنجة ذاك الرقم “المجهول” الضائع فيها، رغم أنها ليست “معادلة مستحيلة” ليس لها جذر، ولربما مهندسو الدولة الذين درسوا العلوم الرياضية وتفوقوا في العلوم الطبية لهم من الكفاءة العلمية لتأكيد هذا الرأي.
فالعرض الصحي منظومة متكاملة وسلسلة مترابطة إذا انقطع عنها عنصر من العناصر الأساسية، ومراكز تجمع مادة الدم، مصالح حيوية في منظومة قطاع الصحة، لكن في مدينة طنجة يتزايد السكان ويتوسع مجال المدينة، ويبقى مركز تحاقن الدم في بناية صغيرة متهاكلة غير بعيد عن مقر الولاية.
وكلما زاد الطلب على هذه المادة الحيوية لإنقاذ حياة المرضى، وضحايا حوادث السير والأمراض السرطانية والطلاسيما وغيرها، يطفو على السطح الخصاص المهول في مخزون أكياس الدم.
فالأسباب عديدة ومعروفة تبدأ من البنية التحتية وتمر عبر النقص في الموارد البشرية وصولا إلى مسألة الحكامة الإدارية والتدبيرية، والمسؤولون في وزارة الصحة على الصعيد الجهوي مطالبون بإيجاد الحلول.
فالمعطيات الأخيرة تشير إلى تناقص أعداد المتبرعين إلى 20 شخصا في اليوم، بينما تحتاج المدينة أكثر من َ120 كيس دم، أي أن المخزون في تناقص متزايد يراكم الندرة عوض الوفرة. وهذا يعني أن مواطنا ما معرض حتما لأن يكون ضمن الضحايا إذا احتاج الدم ولم يكن متوفرا في مركز التحاق!!
وحسب نشطاء المجتمع المدني، فتناقص المتبرعين لا يرجع إطلاقا إلى شح في الراغبين بالتبرع بالدم، وإنما إلى ضعف الجاهزية التقنية واللوجستية والبشرية بهذه المنشأة الطبية.
وأمام حالة اللامبالاة واللاتجاوب من لدن المسؤولين في وزارة الصحة، تعالت أصوات تناشد والي الجهة إطلاق خطة استعجالية لتوسعة مركز تحاقن الدم وتعزيز قدراته بما يتناسب مع ساكنة طنجة المليونية.