إيكو بريس من طنجة
ركزت مختلف المقالات التي تطرقت لفضيحة إقصاء ناديين من القسم الرابع هواة، ينحدران من إقليم شفشاون، من منح الدعم السنوي المخصص لفرق كرة القدم، على الجانب السياسي في الموضوع وتناست الفاعل الرئيسي في القضية، عن قصد أو بدونه، حيث تم تركيز المشكل في الجهة المانحة وهو مجلس طنجة تطوان الحسيمة، وإغفال الطرف الوصي على تحديد لوائح الأندية المستحقة للدعم، وهو عصبة الشمال لكرة القدم التي يرأسها عبد اللطيف العافية، وهو في نفس الوقت رئيس نادي أجاكس طنجة.
وبالعودة إلى الوثائق التي لا تكذب على أحد، يتضح أن عصبة الشمال لكرة القدم التي أدرجت اسم فريقي نهضة باب برد، وأمتار، من بين الأندية التي تسلمت منح الدعم السنوي برسم الموسم الفارط، لكن العصبة التي يرأسها عبد اللطيف العافية تبرر إقصاء فريقي جمعية وفاق أمتار، ونهضة باب برد، بدعوى تأخرهما في التسجيل في العصبة هذا الموسم.
لكن الوثائق التي حصلنا على نسخ منها تدحض هذه المبررات الفارغة، وتبين أن الفريقان سجلا انخراطهما منذ الموسم الفائت، وبالتالي فإن رئيس العصبة كان عليه أن يشجع استمراريتهم في المنافسات الرياضية، لا أن يصعب المأمورية عنهم أكثر، حيث أنهما لا يتوفران على ملعب قريب، ويتواجدان في منطقة نائية، وإقليم مهمش، علما أن قيمة المنحة هزيلة ولا تغطي مصاريف مبارتين في الدوري الجهوي.
ودعت مصادر رياضية تحدثت لموقع “إيكو بريس”، أجهزة الافتحاص التابعة للجامعة والسلطة القضائية أن تفتح ملف التسسير الرياضي في عصبة الشمال لكرة القدم، حيث وجده عبد اللطيف العافية بمساندة مجموعة من المستفيدين، “دجاجة بكامونها”، يحتكر التصرف في اعتماداتها المالية التي يتلقاها من المجالس المنتخبة والجامعة الملكية لكرة القدم، وذلك في إطار ربط المسؤولية بالمحاسبة، حيث تبقى المردودية الرياضية هزيلة جدا مقارنة مع حجم الإنفاق المادي.
هذا دون الحاجة للتذكير بالفرق الوهمية في قسم الهواة، والتي لا توجد إلا في الأوراق ومع ذلك تفوت إليها منح الدعم المالي، وهي الخبايا التي يعرفها الرأي العام الرياضي في عاصمة البوغاز، وما خفي أعظم سنتطرق إليه في سلسلة حلقات عن كواليس التسيير في عصبة الشمال لكرة القدم.