قال قائل في دردشة قصيرة بين جمع في أحد مقاهي المدينة القديمة بطنجة، “لمن تشكي والقاضي خصمك”؟ وقد كان الحديث يدور بين المجتمعين على طاولة كؤوس شاي وأكواب قهوة سوداء، حول جائحة الغلاء التي ابتلي بها الشعب المغربي منذ مجيء حكومة عزيز أخنوش، الذي جاء بزيادات في الأسعار لم يأت بها أحد قبله في رؤساء الحكومات المتعاقبة.
في الأثناء؛ عقب جالس آخر في المقهى قائلا؛ ناديت لو أسمعت حيا فلا حياة لمن تنادي ؟ ألم تروا أن زوجة أخنوش أطلقت مؤخرا متجرا إلكترونيا لبيع وترويج الملابس الجاهزة، في المقابل شددت إدارة الجمارك على السلع التي اشتراها المغاربة من موقع shien الصيني ؟؟. هل تعتقدون أن آل أخنوش يفكرون في مصلحة المستهلك المغربي ؟
ليس هذا فحسب، هناك المزيد يضيف متحدث آخر، هل نسيتم أن عزيز أخنوش قبل أن يصبح رئيسا للحكومة، صرح ذات يوم في البرلمان وهو وزير للفلاحة قائلا بأنه سيعيد التربية للمغاربة ؟؟ فهل هناك عقاب أشد من رفع الأسعار عن المواطن؟ هل هناك تعذيب نفسي أسوأ من حشر المرء في خانة العجز المستسلم أمام أمر الواقع ؟؟؟ هل هناك ما هو أشد ألما من العنف النفسي الذي يتعرض له أرباب الأسر حين يطالبونهم أبناءهم باقتناء متطلبات أصبحوا عاجزين عن تلبيتها أمام الزيادات الصاروخية في أثمنة كل السلع الاستهلاكية ؟؟؟
تتذرع الحكومة بتبرير الزيادات الصاروخية في الأسعار بالحرب الأوكرانية الروسية؟ لكن ألم تؤثر هذه الحرب على الدول الأخرى ؟؟ الجواب نعم ؟ لكنها قامت بإجراءات لحماية القدرة الشرائية للمواطنين من قبيل توفير إعانات مادية وإعفاءات ضريبية وتخفيضات في تذاكر وسائل المواصلات العمومية كالحافلات والميترو و ترامواي. فماذا قدمت حكومة أخنوش للمغاربة ؟؟
من جانب آخر لماذا يستمر البطئ في معالجة محطة تكرير البترول لاسامير التي تخزن احتياطي كبير من النفط ؟؟؟ ما الذي يمنع من عودة خدمة تكرير البترول أمام موجة الغلاء الفاحش لمواد المحروقات ؟؟؟ لماذا إذن يستمر البطش بجيوب المغاربة وخنق قدرتهم المعيشية في وقت توجد هناك بدائل اقتصادية معقولة يمكن أن تخفف شدة العذاب المعيشي عن المغاربة ؟؟؟
وكانت هيئات نقابية ومهنية وجهت انتقادات إلى حكومة عزيز أخنوش شهر ماي الماضي، بسبب رفضها مقترحي قانونين يتعلقان بتأميم شركة “سامير” لتكرير البترول، وتسقيف أسعار المحروقات.
واعتبرت تلك الهيئات أن رفض الحكومة تأميم مصفاة المحمدية المتوقفة عن الاشتغال منذ غشت 2015، يفوت على المغرب تأمين حاجياته الطاقية ووقف غلاء أسعار المحروقات التي يعرفها العالم.