إيكو بريس – متابعة
بعدما استنفرت فيوليا وأمانديس جهودها لاحتواء الضجة التي أثارتها تسريبات تتحدث عن “اختلالات وخروقات”، في ظرفية يكتوي فيها المواطن الطنجي من الفواتير الملتهبة لاستهلاك الطاقة، سواء المتعلقة بالاستغلال المنزلي أو الاستغلال التجاري، باشرت الإدارة العامة تحقيقا داخليا لكشف المزيد عن ملابسات
وفي أعقاب قرار الفصل من العمل الذي طال المدير العملياتي السابق، مولود النوراكي، شرع الفرنسي أنطوان بو، المدير العام لشركة أمانديس طنجة تطوان، بافتحاص شامل لمصالح خدماتية مختلفة، بهدف رصد شبهات سوء تسيير وسوء تدبير عدة مسؤولين تحوم حولهم شبهات الاغتناء المشبوه على “نفقة” الشركة الفرنسية المفوض لها تدبير مرفق الماء والكهرباء والتطهير السائل.
ولسوف يتحرك أنطوان بو، تضيف مصادرنا، بعد تلقيه إرسالية مخفية المصدر، تتحدث عن شبهات “اختلالات”، في الجانب المالي والاستثماري، وقد وصف عنوان الرسالة النصية التي استقبلها عبر بريده الإلطتروني، بأنها تتضمن ” مخالفات خطيرة”.
ومن بين الملفات التي تمت الإشارة إليها، طريقة تدبير مصلحة “الغش والتدليس” في قطاع الماء، حيث عثر على تلاعبات في ملفات ضبط أصحابها بغرامات بالملايين، لكن سرعان ما تحولت إلى صفر درهم، بطريقة مثيرة للشكوك، وقد كشفت مصادرنا أمثلة لم يمر عليها وقت طويل، يحتمل أن يتم البحث في أمرها، ويتعلق الأمر بمحلات للتدليك SPA توجد في منطقة سياحية بجوار نادي الغولف وفندق مصنف بمنطقة كوريندة.
إضافة إلى ذلك، أشارت الإرسالية التي اطلعت صحيفة “إيكو بريس” على نسخة منها، “تلاعبات في حسابات الربط بالاشتراك للماء والتطهير السائل”، متحدثة عن تفاهمات تجري بين بعض المستخدمين في الوكالات وبين الزبناء، وتتم المخالفات عبر تفاهمات مسبقة حول تغيير المساحة الإجمالية، للمباني المتواجدة في منطقة العمارات والفيلات الفاخرة، وهو ما يكبد خزينة الشركة خسائر مالية مهمة.
وأيضا تطرقت الرسالة المكتوبة، إلى “شبهات تضارب المصالح في قسم المشتريات”، و “تمرير صفقات دون احترام قانون المنافسة ومرسوم الصفقات العمومية”، فضلا عن تسجيل “خروقات في قسم الموارد البشرية” بسبب توظيفات دون مباريات لأقارب وعائلات أطر ومستخدمين يتبوؤون مكانة مهمة في مصالح مختلفة، حيث تتم التوظيفات بناءا على معادلة “عطيني نعطيك وراضيني نراضيك”.
وذكرت مصادرنا حالات توظيف مثير للشبهات لم يمر عليها سوى أسابيع قليلة، لم يتمكن أصحابها من الإدماج الرسمي في الوظيفة بأمانديس، ويتعلق الأمر بمستخدمين في مصلحة المعلوميات، قام بإدخالهما إلى الشركة زعيم نقابي لا يشق له غبار، ولقد تمت عملية “الإدخال” دون مباراة ولا إعلان مسبق عن توظيف في المناصب التي كانت شاغرة.
كما أشارت الإرسالية، إلى استفادة محظوظين من سيارات فاخرة مخصصة للأطر والمديرين مع بطائق استغلال الوقود بسقف غير محدود، حيث يأخذون السيارات الفاخرة السوداء المخصصة لللمهام الرسمية، لقضاء أغراض شخصية وعائلية وسفريات دون حسيب ولا رقيب.
وتنضاف هذه الشبهات إلى الملفات التي تمت الإشارة إليها، في الرسالة الإخبارية للرئيس المدير العام لفيوليا المغرب، فرانسوا دو غوشومبو، في شأن إعفاء المدير العملياتي، مولود النوراكي، عندما ألمح إلى وجود “مخالفات متكررة تسببت في أضرار كبيرة من الناحية المالية، وعلى المستوى السير العادي لعمل الشركة”، وهي عبارة لطيفة من الناحية التعبيرية لكنها من الناحية القانونية تخفي في طياتها اتهامات ثقيلة.